فصل: تفسير الآية رقم (2- 5):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير ابن عبد السلام (نسخة منقحة)



.سورة قريش:

.تفسير الآية رقم (1):

{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1)}
{لإِيلافِ} مأخوذ من ألف يألف وهي العادة المألوفة لإيلاف نعمتي على قريش لأن نعمته إلفة لهم (ع) أو لإيلاف الله تعالى لهم لأنه آلفهم إيلافاً قاله الخليل أو يلافهم حرمي وقيامهم ببيتي (ح) أو لإيلافهم الرحلتين واللام معلقة بقوله: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ} [الفيل: 5] أي ليلافهم أهلك أصحاب الفيل وكان عمر وأبي رضي الله تعالى عنهما يريانهما سورة واحدة لا يفصلان بينهما أو اللام متعلقة بقوله تعالى {فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} أي لنعمتي عليهم فليعبدوا قاله أهل البصرة {قُرَيْشٍ} بنو النضر بن كنانة على المشهور أو بنو فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وكانوا متفرقين في غير الحرم فجمعهم قصي بن كلاب في الحرم فاتخذوه مسكناً قال الشاعر:
أبونا قصي كان يدعى مجمعا ** به جمع الله القبائل من فهر

فسموا قريشاً لاجتماعهم بعد الفرقة والتقريش الجمع أو كانوا تجاراً يأكلون من مكاسبهم والتقريش الكسب أو كانوا يفتشون الحاج عن ذي الخلة فيسدون خلته والقرش الفتش أو قريش اسم دابة في البحر سيمت بها قريش لأنها تأكل ولا تؤكل وتعلو ولا تعلى (ع) قال الشاعر معنى ذلك:
قريش هي التي تسكن البحر ** بها سميت قريش قريشا

.تفسير الآية رقم (2):

{إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2)}
{رِحْلَةَ الشِّتَآءِ} الرحلة: السفرة لما فيها من الارتحال كانوا يرتحلونهما للتجارة والكسب. والرحلتان إلى فلسطين رحلة الشتاء في البحر وأيلة طلباً للدفء ورحلة الصيف على بصرى وأذرعات طلباً للهواء أو رحلة الشتاء إلى اليمن لأنها حامية ورحلة الصيف إلى الشام لأنها باردة مَنَّ عليهم بذلك لأنهم كانوا يسافرون في العرب آمنين لكونهم أهل الحرم أو لأنهم يكسبون فيتوسعون ويصلون ويطعمون أو أراد بالرحلتين أنهم كانوا يشتون بمكة لدفاءتها ويصيفون بالطائف لهوائها (ع) قال الشاعر:
تشتوا بمكة نعمة ** ومصيفها بالطائف

وهذه نعمة جليلة فذكروا بها.

.تفسير الآية رقم (3):

{فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3)}
{رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} مَيَّز نفسه عن أوثانهم بإضافة البيت إليه أو فذكره تذكيراً لنعمه لشرفهم بالبيت على سائر العرب. {فَلْيَعْبُدُواْ} فليألفوا عبادته كما ألفوا الرحلتين أو فليعبدوه لإنعامه عليهم بالرحلتين أو فليعبدوه لأنه {أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ} الآية أو فليتركوا الرحلتين لعبادة رب هذا البيت فإنه يطعمهم من جوع ويؤمنهم من خوف.

.تفسير الآية رقم (4):

{الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)}
{أَطْعَمَهُم} بما أعطاهم من الأموال وساق إليهم من الأرزاق أو بإجابة دعوة إبراهيم لما قال {وارزقهم مِّنَ الثمرات} [إبراهيم: 37] أو أصابهم جوع في الجاهلية فحملت إليهم الحبشة طعاماً فخافوهم فخرجوا إليه متحرزين فإذا بهم قد جلبوا لهم الطعام وأعانوهم بالأقوات. {مِّنْ خَوْفٍ} العرب أن تقتلهم أو تسبيهم تعظيماً للبيت ولما سبق من دعوة إبراهيم {اجعل هذا البلد آمِناً} [إبراهيم: 35] أو من خوف الحبشة مع الفيل أو من خوف الجذام أو آمنهم أن تكون الخلافة إلا فيهم. قاله علي.

.سورة الماعون:

.تفسير الآية رقم (1):

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)}
{بِالدِّينِ} الحساب أو حكم الله (ع) أو الجزاء نزلت في العاص بن وائل أو الوليد بن المغيرة أو أبي جهل أو عمرو بن عائذ أو أبي سفيان نحر جزوراً فأتاه يتيم فسأله منها فقرعه بعصا.

.تفسير الآية رقم (2):

{فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2)}
{يَدُعُّ الْيَتِيمَ} يحقره أو يظلمه أو يدفعه دفعاً شديداً عن حقه وماله ظلماً وطمعاً فيه أو إبعاداً له وزجراً.

.تفسير الآية رقم (4):

{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4)}
{فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ} فيه إضمار تقديره إن صلاها لوقتها لم يرجُ ثوابها وإن صلاها لغير وقتها لم يخش عقابها وهو المنافق (ح) أو لا إضمار فيه وتمامها بقوله: {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} {سَاهُونَ} لاهون أو غافلون أو لا يصليها سراً بل علانية (ح) أو الملتفت يمنة ويسرة في صلاته هواناً بها أو الذي لا يقرأ ولا يذكر الله أو الذي يؤخرها عن مواقيتها مأثور.

.تفسير الآية رقم (6):

{الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6)}
{يُرَآءُونَ} المنافق يصلي مع الناس ولا يصلي إذا خَلاَ (ع) أو عامة في أهل الرياء.

.تفسير الآية رقم (7):

{وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)}
{الْمَاعُونَ} الزكاة أو المعروف أو الطاعة أو المال بلسان قريش أو الماء إذا احتيج إليه ومنه المعين الماء الجاري أو ما يتعاوره الناس بينهم كالدلو والقدر والفأس وما يوقد أو الحق أو المستغل من منافع الأموال من المعن وهو القليل.

.سورة الكوثر:

.تفسير الآية رقم (1):

{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)}
{الْكَوْثَرَ} النبوة والقرآن أو الإسلام أو نهر في الجنة مأثور أو حوضه يوم القيامة أو كثرة أمته أو الإيثار أو رفعة الذكر وهو فوعل من الكثرة.

.تفسير الآية رقم (2):

{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)}
{فَصَلِّ} الصبح بمزدلفة أو صلاة العيد أو اشكر ربك {وَانْحَرْ} الهدي أو الأضحية أو وأسل أو وضع اليمين على الشمال عند النحر في الصلاة (ع) أو رفع اليدين في التكبير إلى النحر أو استقبال القبلة في الصلاة بنحره.

.تفسير الآية رقم (3):

{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}
{شَانِئَكَ} مبغضك أو عدوك {الأَبْتَرُ} الحقير الذليل أو الفرد الوحيد أوَ ألاَّ خير فيه حتى صار منه أبتر مأثور أو كانت قريش تقول لمن مات ذكور أولاده بتر فلان فلما مات للرسول ابنه القاسم بمكة وإبراهيم بالمدينة قالوا قد بتر محمد فليس له من يقوم بأمره من بعده أو لما دعا قريشاً إلى الإيمان قالوا ابتتر منا محمد أي خالفنا وانقطع عنا فأخبر الله أنهم هم المبترون. نزلت في أبي لهب وأبي جهل (ع) أو العاص بن وائل.

.سورة الكافرون:

.تفسير الآية رقم (1):

{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)}
لقي الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن عبد المطلب وأمية بن خلف رسول الله فقالوا يا محمد هلم فلتعبدوا ما نعبد ونعبد ما تبعدون ونشترك نحن وأنت في أمرنا كله فإن كان الذي جئت به خيراً مما بأيدينا كنا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه وإن كان الذي بأيدنا خيراً مما بيدك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك منه فنزلت.

.تفسير الآية رقم (2- 5):

{لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5)}
{وَلآ أَنتُمْ عَابِدُونَ} يعني المعنيين الذي التمسوا ذلك فإنهم لا يعبدون الله وليس بعامة لأن في الكفار من يؤمن وإنما نزلت جواباً لأولئك {لآ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} الآن {وَلآ أَنَاْ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ} في المستقبل {وَلآ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ} الآن {وَلآ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ} في المستقبل وقال ما أعبد ولم يقل من أعبد لتقابل الكلام.

.تفسير الآية رقم (6):

{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)}
{لَكُمْ دِينُكُمْ} الكفر {وَلِىَ} الإسلام، أو لكم جزاء دينكم ولي جزاء ديني تهديد معناه وكفى بجزائكم عقاباً وبجزائي ثواباً.

.سورة النصر:

.تفسير الآية رقم (1):

{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1)}
{نَصْرُ} المعونة نصر الغيث الأرض أعان على نباتها ومنع قحطها يريد نصره على قريش أو على كل من قاتله من الكفار. {وَالْفَتْحُ} فتح مكة (ح) أو فتح المدائن والقصور (ع) أو ما فتح عليه من العلوم.

.تفسير الآية رقم (2):

{وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)}
{النَّاسَ يَدْخُلُونَ} أهل اليمن أو كل من دخل في الإسلام. قال الحسن لما فتحت مكة قالت العرب بعضها لبعض لا يدان لكم هؤلاء القوم فجعلوا يدخلون في دين الله أفواجاً أمة أمة قال الضحاك: الأمة أربعون رجلاً. {أفْوَاجاً} زمراً (ع) أو قبائل قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الناس دخلوا في دين الله أفواجاً وسيخرجون منه أفواجاً».

.تفسير الآية رقم (3):

{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)}
{فَسَبِّحْ} فَصَلِّ {وَاسْتَغْفِرْهُ} داوم ذكره (ع) أو صريح التسبح والاستغفار من الذنوب فكان يكثر بعدها أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي {تَوَّاباً} قابلا للتوبة أو متجاوزاً عن الصغائر وأمر بذلك شكراً لله على نعمته من النصر والفتح أو نعى إليه نفسه ليجتهد في العمل قال ابن عباس داعٍ من الله ووداعٍ من الدنيا فلم يلبث بعدها إلاَّ سنتين مستديماً لما أمره به من التسبيح والاستغفار أو سنة واحدة فنزل في حجة الوداع {اليوم أَكْمَلْتُ} [المائدة: 3] فعاش بعدها ثمانين يوماً فنزلة آية الكلالة وهي آية الصيف فعاش بعدها خمسين يوماً (ع) فنزلت {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ} [التوبة: 128] فعاش بعدها خمسة وثلاثين يوماً فنزلت: {واتقوا يَوْماً تُرْجَعُونَ} [البقرة: 281] فعاش بعدها أحدا وعشرين يوماً أو سبعة أيام.

.سورة المسد:

.تفسير الآية رقم (1):

{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)}
{تَبَّتْ} خابت (ع) أو ضلت أو صفرت من كل خير أو خسرت {يَدَآ} عبر بيديه عن نفسه {ذلك بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} [الحج: 10] أو عن عمله لأن العمل يكون بهما في الأغلب {أَبِى لَهَبٍ} كنوه بذلك لحسنه وتلهب وجنتيه وذكره الله تعالى بكنيته لأنها أشهر من اسمه أو عدل عن اسمه لأنه كان اسمه عبد العزى أو لأن الاسم أشرف من الكنية لأن الكنية إشارة إليه باسم غيره وكذلك دعا الله تعالى أنبياءه بأسمائهم {وَتَبَّ} تأكيد للأول أو قد تب أو تبت يداه بما منعه الله من أذى رسوله صلى الله عليه وسلم وتب بماله عند الله تعالى من العقاب أو تب ولد أبي لهب، تبت يداه عن التوحيد (ع) أو من الخيرات.

.تفسير الآية رقم (2):

{مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)}
{مَآ أَغْنَى} ما دفع أو ما نفع {مَالُهُ} غنمه كان صاحب سائمة أو (تليدة أو طارفة) {وَمَا كَسَبَ} عمله الخبيب أو ولده (ع) قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أولادكم من كسبكم» وكان ابنه عتبة مبالغاً في عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم وقال كفرت بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى وتفل في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم وخرج إلى الشام فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «اللهم سلط عليه كلباً من كلابك» فأكله الذئب. فلم يغن عنه ماله وكسبه في عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم أو في دفع النار يوم القيامة.

.تفسير الآية رقم (3):

{سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3)}
{سَيَصْلَى} سين الوعيد أو بمعنى سوف يصلى يكون صلىً لها حطباً لها ووقوداً أو تصليه النار أي تنضجه (ع) {لَهَبٍ} ارتفاع أو قوة واشتعال وهذه صفة مضارعة لكنيته وعده الله تعالى بأنه يدخل النار بكفرة أو يموت على كفره فكان كما أخبر.

.تفسير الآية رقم (4):

{وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)}
{وَامْرَأَتُهُ} أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} تحتطب الشوك فتلقيه في طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ليلاً (ع) أو كانت تعير الرسول صلى الله عليه وسلم بالفقر وكانت تحطب فعيّرت بأنها كانت تحطب أو لما حملت أوزار كفرها صارت كالحاملة لحطب نارها التي تصلى به أو لأنها كانت تمشي بالنميمة وسمي النمام حمالاً للحطب لأنه يشعل العداوة كما يشعل الحطب النار أو جعل ما حملته من الإثم في عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم كالحطب في مصيره إلى النار فيكون عذاباً.